الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فمن بدع المنتديات المنتشرة كثيرا ، بدعة
:: تسجيل الحضور بالصلاة على النبي ::صلى الله عليه وسلم
وهذا الفعل المُحدث ؛ ضلالة على صاحبه ، وعلى من شارك فيه ؛ لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة مطلقة ، لم يخصصها النبي صلى الله عليه وسلم بـتسجيل الحضور ، كما لم يخصصها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بعد الأذان ، كما لم يخصصها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بما بين التراويح ..
فأولا :
إنشاء العبادة هو محض تشريع من الله عز وجل
ثانيا :
تخصيص العبادة بوقت أو مكان معين ؛ هو محض تشريع من الله عز وجل ..
(مثل تخصيص يوم الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ..)
فإنشاء العبادة وتخصيصها هو تشريع ، ومعلوم أن ليس لأحد من البشر حق التشريع في دين الله تعالى ، إذ قد قال الله عز وجل : اليوم أكملتُ لكم دينكم ، وأتممتُ عليكم نعمتي ، ورضيتُ لكم الإسلام دينا ..
ونحن - كمسلمين - لا نتحرك في دين الله عز وجل ، بقول ، ولا فعل ، ولا حركة ؛ منسوبة إلى الدين ؛ إلا بالإذن والتشريع .. وليس من منطلق أهوائنا وأمزجتنا .. ونحن نتميز بأننا الأمة الوحيدة في الوجود الذين لنا سند نرجع إليه ، لنتحقق من أقوال القائلين ، وروايات الراوين .. ولا نقبل من أي أحد أي شيء .. بل ديننا نأخذه كما جاءنا به نبينا عليه الصلاة والسلام ؛ على المحجة البيضاء ، لم يلوثها شيء ، ليلها كنهارها ، قال عليه السلام ؛ لا يزيغ عنها إلا هالك ..
والزائغون هم المحرفون في الدين ، والمضيفون إليه ما ليس منه ، والمنقصون منه ما هو فيه ..
فلتحذر أخي المسلم أن تشارك في هذه المواضيع ، فإن أصحابها عادة يكونون من المبتدعة ، أو من الجهلة للأسف ، يفعلون ما لا يدرون صحته
ونصيحة أخرى ؛ فليتق الله كل مسلم فيما يكتب وينقل ، ولا ينقل كلمة إلا إذا علم أنها من شرع الله عز وجل ، وأن له سندا بها ..
من خلال هذا ؛ أقول أن من يفتح هذه المواضيع (مواضيع : سجل حضورك بالصلاة على النبي واشباهها من المواضيع وهي كثيرة) فإن كان عالما بأنها ليس عليها دليل ؛ فهو آثم ، وعليه وزره ووزر من شارك في موضوعه إلى يوم القيامة .. ، وإن كان جاهلا ؛ فسيآخذه الله بجهله ، لأنه عصى الله عن جهل ..
في النهاية أقول :
تخصيص العبادة بوقت معين أو بمكان معين ؛ لم يدل دليل على جواز ذلك ؛ فهو بدعة ، وصاحبها آثم
والمشاركون الذين يدخلون بنية الصلاة على النبي مطلقا ، وهم يبيتون في قلوبهم عدم تخصيص الصلاة بهذا الحال (تسجيل الحضور) فهو آثم لأنه شارك في بدعة في ظاهرها ، وأقرها ولم ينكر .. وإن دخل وأنكر فله أجر بإذن الله تعالى ..
وللعلم كان الصحابة يجتمعون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ويجتمعون مع بعضهم البعض ، ولم يقل احدهم ؛ من يحضر فليسجل الحضور بالصلاة على النبي ، ولا قال أحد من السلف مثلا ، من حضر المجلس فليصل على النبي عليه الصلاة والسلام ..
فهي بدعة مُحدثة منكرة ، جاء المقتضي على فعلها ، وتركه النبي صلى الله عليه وسلم ، والمقتضي هو اجتماع الناس ، ومع ذلك لم يشر النبي عليه الصلاة والسلام بتخصيص الصلاة عليه لتسجيل الحضور ..
وهذه البدعة أكرر أنها مثل الصلاة على النبي بعد الأذان ونحو ذلك مما لم يرد الدليل على تخصيصه
أما الصلاة على النبي مطلقا ، دون تقييدها بزمان أو مكان ، والصلاة على النبي في الأوقات التي خصها الشرع (كيوم الجمعة) فهي عبادة جليلة ، وأمر رباني ، وسنة متبعة ، والبخيل هو من ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه صلى الله عليه وسلم ..
*******************
سجل حضورك اليومي بالصلاة على النبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال : الأخ الكريم والشيخ الفاضل / عبد الرحمن السحيم
أرجو أن تخبرني ما حكم مثل هذه المشاركة التي أنتشرت
في المنتديات وهو موضوع بعنوان
( سجل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )
ومنهم من يقول أنها بدعه
أرجو إفادتي وجزاك الله خيراً
********************
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب : هذا من البدع الْمُحدَثَة
نعم .. لو تم التذكير به في يوم أو في مناسبته كيوم الجمعة الذي جاء الحث على إكثار الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس
أما أن يكون بشكل يومي ، وسجِّل حضورك
فهذا لا شك أنه من البدع
والله أعلم
http://www.almeshkat....threadid=31920******************
السؤال:
انتشرت في المنتديات مواضيع تحمل اسم "سجل حضورك بالصلاة على النبي" بحيث يشارك فيها العضو بكتابة رد يحوي صلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فهل هذه الطريقة مشروعة بارك الله فيكم؟
********************
المفتي: حامد بن عبد الله العلي
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنه ينبغي التنبيه على أمر مهم، وهو أن كثيرًا من الإخوة يقصدون الخير وتكثير الحسنات فتخطر على بالهم بعض الأفكار في ترديد الأذكار أو الصلوات على نبينا صلى الله عليه وسلم وهم يشكرون على هذا الحرص على فعل الخيرات، وهو يدل على صحة الإيمان وحياة القلب، فجزاهم الله عن المسلمين خير الجزاء.
غير أنه يجب التنبه إلى أن العبادات مبناها على التوقيف، فكل اقتراح في بابها يجب أن يكون مستندا على دليل، فهي ليس مثـــل العادات التي مبناها على الإباحة، فالأصل فيها أنه يجوز فعلها ما لم يأت دليل يحظرها.
فالواجب أن يحذر المسلم أن يقع في المحدثات التي حذر منها نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال " إياكم ومحدثات الأمور"
وقال –عليه الصلاة والسلام-
"كل بدعة ضلالة"
، ومن ذلك أن يكون الذكر على هيئة جماعية أو التزام جماعي، لم يرد في شيء من الأحاديث.
فلو فرضنا أن طالبا للخير دعا إلى أن لا يدخل أحد مجلسهـم ـ مثلا ـ إلا أن يسلم ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخل قبل أن يجلس لقلنا له:
لك أن تذكر أهل مجلسك بفضائل الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم وتدعوهم إلى الإكثار منها، كما ورد في السنة، ولكن لا تجعل ذلك على هيئة الالتزام الجماعي بالطريقة التي دعوت إليها؛ خشية أن يكون من الإحداث في الدين، إذ لم ترد مثل هذه الهيئة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
ومثل هذا ما يقترحه بعض أهل الخير الحريصين على الفضل في المنتديات، بالتزام الزائر بذكر مخصوص أو صلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند دخــوله، فله أن يذكر إخوانه بأن يحرص كل مشترك على التذكير بآية أو حديث أو فضل عمل، أو حكمة يختارها يذكرنا بها فإن ذلك من الذكرى التي تنفع المؤمنين، ولكن لا يلزم الجميع على أن يسجلوا حضورهم بالصلاة مثلا أو غير ذلك من الأذكار المخصوصــة، فإن هذا يشبه الالتزام الجماعي الذي لم يثبت به دليل، وقد ورد عــن الصحابة النهي عنه. فقد نهى ابن مسعود رضي الله عنه قومًا كانوا قد اجتمعوا في مسجد الكوفة يسبحون بالعدّ بصورة جماعية وذكر لهم إن ذلك من الإحداث في الدين.
[قد رواه الدارمي وغيره بإسناد صحيح].
وأخيرا نذكر بما قاله العلماء بأن البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارًا، بمعنى أن الإحداث في الدين -وهي البدع- يتطور ويزاد فيه ويبنى عليه، ولا يقف عند حد، حتى يأتي اليوم الذي تختلط السنن بالبدع، ولا يعرف المسلمون ما ورد مما حدث، كما فعلت الصوفية المبتدعة حتى آل بها الأمر إلى أن اخترعت طرقا وهيئات في الذكر ما أنزل الله بها من سلطان، وكل ذلك بسبب التسامح في البدء بالبدع الصغيرة، حتى صارت كبيرة.
ولهذا كان السلف الصالح ينهون عن الابتداع أشد النهي، كما ذكر ذلك وروى عنهم ابن وضاح في كتابه القيم البدع والنهي عنها، وذكره غيره مثل الطرطوشي في كتابه الحوادث والبدع، وأبو شامة في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث.
والله أعلم.
http://www.islamway.....&fatwa_id=5592
