وتستمر القضية

قضيبة كلما تكشف من اسرارها سر اظهر خلفه الف سر .. قضية كلما اغلق من ابوابها باب فتح معه الف باب .
من اين نبدأ القضيه ؟ والى اين نسير فيها ؟
هل نبدأ من تاريخ النكبة مثلا .. كما ساد بين الناس دهرا
هل نبدأ من الاحتلال البريطاني والانتداب ..
ام هل نبدأ منذ انهيار الدولة العثمانيه او انحطاطها في اخر عهدها
اقصد انحطاط الولاة وليس السلطان ..
ام نوغل في التاريخ لنبدأها من هناك منذ ان قبض موسى عليه السلام ليبدأ احبار بني اسرائيل من بعده بتحريف كتاب الله واختراع الافكار التي انشأت عقيدة شعب الله المختار او ارض الميعاد والعنصرية اليهودية
ام نبدءها فعلا حيث بدأت حين وقف نابليون على مقربة من اسوار عكا التي قهرته ومرغت انفه في التراب وردته مهزوما حيث وقف هناك ينادي على من سماهم بالاسرائليين يدعوهم فيها الى التوحد والقيام باسترداد ما سماه مكانتهم بين الشعوب والعودة الى فلسطين على حد وصفه واعلانه ان فرنسا ستكون معهم لتحقيق هذه الغايه
دعونا ننطلق من هنا لا في سرد الاحداث فالصفحات مليئة بها وجلكم يعرفها وانما نقرأ ما كان بأعين العصر علنا نجد تفسيرا لما نحن فيه اليوم وربما استطعنا ولو لمرة واحده في تاريخ هذه القضيه ان نكون نحن من يصنع الحدث لا من يتلقاه
لقد عمل شياطين بني اسرائيل منذ ذلك الوقت لتحقيق هدفهم الذي لا زلنا لا نعلم حقيقته كاملة حتى اليوم مرتكزين على ركائز ثلاث
اولا اضعاف المحيط
ثانيا كسب دعم الكبار
ثالثا السيطره على الارض والاستيلاء عليها بشتى الوسائل
اخذت البداية منهم لتحقيق هذه الغايات وقتا طويلا وراحوا يركزون على الركزيتين الاولتين لأن تحقيقهما يجعل الركيزة الثالثة تحصيل حاصل خصوصا بعد فشلهم بمحاولات شراء الارض من اهلها باستثناء بعض القطع الصغيره هنا وهناك من العائلات الاقطعاعيه والبرجوازيه المقيمة اصلا خارج فلسطين كعائلة سرسق البيروتيه التي كانت تقيم في امريكا وباعت اكثر من مئتي الف دونم في سهل مرج بن عامر عام 1890
وفشلهم ايضا في اقناع السلطان عبد الحميد الثاني بتيسير هجرتهم الى فلسطين او التملك فيها
استطاعوا بفضل سياسة اللعب على المتناقضات بين الدول الكبرى في ذلك الوقت اضافة الى النفوذ المادي الكبير من تحقيق غاية دعم الدول الكبرى معتمدين اساسا غير ذلك على تقاطع المصالح كما شهدنا في خطاب نابليون قبل هذا التاريخ بمئة عام
اما عن الركيزة الثانية وهي اضعاف المحيط فقد قامو بزرع صناع قرار على انقاض الدولة العثمانية كانوا عونا لهم في اسقاطها ثم كانو نعم العون فيما بعد ذلك بأنهم هم من نفذ توصيات سايكس وبيكو وجعلوا خطوطهما على الخرائط واقعا عاشوه هم وآمنوا به وفرضوه على الناس بعد ان لعنوا سايس وبيكو وقد ظهر من الوثائق ما يفضح هذا عن كل الزعامات في ذلك الوقت
ضمن هذا المناخ من تحقيق الركيزتين لم يبقى امامهم سوى طرف ضعيف اعزل هو الشعب الفلسطيني الذي لم يكن يتوقع عظم قوتهم ولا هوانه من يحيطون به من اخوته او يتصور حتى درجة الانحطاط التي وصل اليها حكام المحيط في ذلك الوقت بحيث يكون اعوانا في انفاذ توصيات بلفور في وعده المشئوم ولا اقول ساكتين عنه او متخاذلين بل اعوان فقد آمنوا هم به وايضا هناك من الوثائق ما يثبت ذلك
اكتفي بتقديم هذه المعطيات كي نعرف في الجزء الثاني من الموضوع كيف تستمر القضية